بقلم الكاتب اليمني /فتحي الذاري
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
تاريخ اليمن يمتد لآلاف السنين، حيث شهدت أراضيها نشوء حضارات مختلفة مثل مملكة سبأ وحمير، التي شكلت جسوراً تربط بين القارات عبر التجارة البحريةلقد كانت اليمن دائماً رمزًا للقوة والثبات قادرة على صد العديد من القوى الاستعمارية عبر العصور ومع ذلك تشهد اليوم اليمن وضعًا مأساويًا نتيجة التوترات الإقليمية والصراعات الدولية.
أخذ ترامب قرارًا بتوجيه ضربات عسكرية لليمن، واستهداف المدنيين في الأحياء المكتظّة بالسكان وهو ما يمكن اعتباره خطأ استراتيجيًا فادحًا. هذه الضربات، التي تم توصيفها بأداة للضغط على إيران لم تساهم إلا في زيادة معاناة الشعب اليمني وتعميق الأزمات الإنسانية. يبدو أن هذا العمل لا يهدف فقط إلى إضعاف الحوثيين بل أيضاً إلى ممارسة القوة وفرض الهيمنة على منطقة غنية بالممرات البحرية
في سياق هذه التطورات ينطلق الشعب اليمني من حقه في الدفاع عن النفس في وجه الاعتداءات إن رد الشعب اليمني على الضغوط الخارجية ليس مجرد ردة فعل عاطفية بل هو عمل يؤكد التاريخ الطويل للنضال من أجل الحماية والسيادة من حق اليمنيين الرد على أي اعتداء، وهذا يؤكد إرادة أمة تسعى للحفاظ على كيانها وهويتها
بعيدًا عن أبعاد النزاع الإقليمي يستوجب النظر في الاستراتيجيات الدولية التي يقودها ترامب إن قيامه بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية ومهاجمتهم عسكريًا يثير تساؤلات عديدة حول دوافعه. يمكن اعتبار ذلك كشكل من أشكال الاستعراض العسكري أمام إيران ولكنه قد يحمل في طياته مخاطر جسيمة تعود بالضرر على الولايات المتحدة وحلفائها
الضربات الأمريكية ضد اليمن قد تعيد تشكيل التوازنات في المنطقة إذ بدت ردود الفعل من قبل البحرية الأمريكية والأطلسية تؤكد عجزًا ملحوظًا أمام اليمن الحوثيين، الذين يمكن أن يشكلوا تهديدًا فعليًا للتجارة العالمية واستقرار البحار. تشير الأحداث إلى أن اليمن الحوثيين تمكنوا من خلق توازن قوى غير مسبوق في مواجهة تحالفات تقليدية حيث أن الضغوط العسكرية ستؤدي إلى نتائج عكسية على صورة الولايات المتحدة في المنطقة، وقد تساهم في تعزيز مشاعر الكراهية ضدهاوإذا استمر النزاع بهذه الوتيرةفسيزيد من تعقيد العلاقات الدولية وقد يؤدي إلى فوضى عارمة تهدد الأمن العالمي تؤكد ردود الفعل الروسية إدانة واضحة للاعتداءات مما يدل على تصعيد محتمل في التحالفات الإقليمية والدوليةوإن التصعيد الأمريكي ضد اليمن يتزامن مع حالة من التوتر الجيوسياسي في المنطقة، حيث تأتي الضربة الأمريكية بعد إعلان اليمن إسناد غزة وفرض حصار بحري على السفن الإسرائيلية، ما يبرز التعقيدات المتشابكة للأحداث. يُظهر هذا الوضع كيف يمكن أن تكون رهانات الحرب والتدخلات العسكرية عواقب وخيمة تهدد أمن المنطقة بأسرهاإن اليمن، من خلال تأكيده على حقه في الدفاع عن النفس وأعماله البطولية في دعم غزة، يضع العالم أمام حقيقة مؤلمةالصراع في الشرق الأوسط لن يُحل بالقوة بل بالحوار والعدالة. في انتظار ما قد تكشف عنه الأيام المقبلة تظل الأعين مصوبة نحو رد الفعل اليمني وما ستحمله الأيام من تطورات قد تعيد تشكيل التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقةفإذا كان ترامب فعلاً يسعى إلى تغيير الوضع في المنطقة، فإنه بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجياته والاتجاه نحو الحوار بدلاً من استخدام القوةإن الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو من خلال الدبلوماسية والتفاوض وليس من خلال القصف والاعتداءات العسكرية. وأما اليمن، فستظل رمزًا لمقاومة الظلم والهيمنة، مستعدة للدفاع عن نفسها وحقوقها مهما كانت التحديات.